الحكاية الشعبية


الحكاية الشعبية هي تلك الحكاية التي تناقلها الناس عن طريق الرواية الشفوية منذ القدم، ويلعب الخيال الشعبي دور كبير في صياغتها، وفي تأطير بعض الأحداث التاريخية والشخصيات، بالمبالغة والغرائيبية، وتأتي الحكاية الخرافية في الإطار نفسه، وإن تميزت عن الحكاية الشعبية بأن أبطالها هم من البشر أو الجن، بينما تقف الحكاية الشعبية عند حدود الحياة اليومية والأمور الدنيوية العادية، ذلك كمكر النساء ومكائد زوجات الرجل الواحد، وقسوة زوجة الأب على الطفلة المسكينة التي تتدخل العناية الإلهية لإنقاذها، وتتداخل الحدود
 بين الخرافة والحكاية الشعبية  . لذا عند العودة إلى الكتابين التوثيقيين الهامين للأستاذين علي محمد عبده و محمد أحمد شهاب " حكايات وأساطير يمنية " و " الحكايات الشعبية "، نجد الحكاية الشعبية كما نجد الحكاية الخرافية، مع ما بينهن من تداخل، وينتمي هذان الشكلان إلى الأدب الشعبي أحد مكونات الفلكلور .

معيار الحكاية الشعبية هو تصديق الشعب ,كونها حقيقة وهذة الحكايات تبين الحوادث التاريخية المهمة.
والحكايات الشعبية بهذا التعريف لها صلة بالمجتمع وحوادثة المهمة وهي معتقدات الشعوب وثقافتهم وعاداتهم ,وهذة الحكاية تكشف عن حياة الشعوب ويعود زمان ظهورها الى عصور قديمة .ولا يمكن تصوير شعب بدون حكايات شعبية ,لان الاطفال يحتاجون اليها والكبار يتناقلونها ولكنها الان وبسبب ان حياتنا اصبحت مادية وواقعية ,فقد اعرض الكبار والدارسون عن تناولها.
و تعتبر الحكاية الشعبية من أقدم الموضوعات التي ابتدعها الخيال الإنساني، فهي نتاج تجارب الإنسان في الحياة، تنتقل من جيل لآخر عن طريق راوية يلقيها على جماعة من المتلقين، يكون هو أيضًا قد تلقاها مشافهة من راوية آخر ولكنه يؤديها بلغته الخاصة ويستخدم فيها مفردات غير التي تلقاها، وإن كان يتقيد بشخصياتها ومحورها وأحداثها وبنائها.

الحكاية لا تسرد على الأغلب إلا ليلًا من طرف كبار السن كما اقتدت العادة للاحفاد ، في جو يتم التهيؤ له فيحيط أفراد الأسرة من الأبناء البنات والأحفاد بالجدة أو أحد كبار العائلة، لتبدأ الحكاية بمؤثرات خاصة بالغة الأهمية لتعطي أجواء حميمية مما يمنح أبعادا أخرى تأتي مطمئنة لنفوس الصغار ومثرية لخيالاتهم، فتأتي الحكاية بلغة غير اللغة الدراجة وتبدأ بديباجة معينة كالصلاة على النبي وذكر الشهادتين في ميل حقيقي لتحقيق هدف ديني يتم فيه تعويد الصغار على هذه الطقوس، وتكون اللغة المستخدمة بسيطة وسلسة ويصاحبها شرح أحيانًا لبعض المفردات الغريبة لتعطي المصداقية والتحقق، مما يمنحها قدرة على الإيحاء والتأثير، وغالبًا ما يكون الإلقاء مصحوبًا بتلوين صوتي، يناسب المواقف والشخصيات، وبإشارات من اليدين والعينين والرأس، فيها قدر من التمثيل والتقليد.‏ 

ويتم التلقي بإصغاء حاد، قد يتخلله الضحك، أو الفزع، كما يقتضي الموقف، ولكن في تقدير واحترام، وتصديق واندهاش، ومن غير مقاطعة. ‏ويتضح من خلال القراءات الخاصة بالحكايات الشعبية أنها تبدأ ببداية ثابتة محفوظة، مثل: «كان ياما كان، ياقديم يا زمان، نحكي إلا ننام، إلا نصلي على محمد بدر التمام، كان في قديم الزمان....».‏

ومن ثم يبدأ السرد، والحكاية تقدم قصة ذات بداية ونهاية، متكاملة، وتمتاز بالتماسك وقوة الحبك والبناء، وهي تعتمد على حوادث كبيرة فاصلة، وغالبًا ماتكون غريبة ونادرة، وهي حوادث كثيرة وكبيرة، وليس فيها شيء من الوقوف على الحوادث الصغيرة والتفصيلات، أو شيء من الاهتمام بالمواقف النفسية والانفعالات والحكاية تمتد طويلًا في الزمان، وتشغل حيزًا كبيرًا في المكان، فتتغير فيها المواضع، وتتبدل العهود، ولا تنتهي الحوادث حتى يستقر كل شيء، وتتحقق الاحتمالات والتوقعات كافة، وينال كل ذي حق حقه، بما يرضي الجميع، ولذلك غالبًا ماتكون النهاية هي الموت، بعد السعادة والاستقرار، فيقال في الختام عن شخصيات الحكاية: «وعاشوا في ثبات وتبات، وأنجبوا البنين والبنات، حتى أتاهم هادم الملذات، ومفرق الجماعات، فنقلهم من وسيع القصور، إلى ضيق القبور، فسبحان الحي الذي لا يموت».‏ 
 
كلما تحولنا باتجاه الانسان والاهتمام به وفصله عن الطبيعة لتأكيد فرديته نتحول نحو الحكاية ثم الرواية التي هي الفردية في أشد صيغها الادبية , الحكاية الشعبية تعالج هموم الانسان بعد أن صار كائناً اجتماعياً وتشد من أزره في مواجهة الحياة اليومية فحدودها الحياة اليومية والامور الدنيوية العادية أي تمعن في الاشتغال على الانسان كائناً ثقافياً انبتت علاقته بالطبيعة منذ زمن طويل : مكر النساء , مكائد الزوجات, الصدق, والأمانة, ظلم زوجة الأب..‏

أجد أن قصص الخوارق أضعف من الواقعية وكذلك التي على لسان الحيوان أصنفها في مرحلة دون الحكاية الشعبية لانه اذا كان بإمكانك ان تجعل بالحيلة الثقافية الفنية ان يتكلم الانسان فلماذا الحيلة المكشوفة على لسان الحيوان ثم هي غالباً ما تخاطب الاطفال أكثر من البالغين.‏نحن الكبار نحب الممكن الذي قد يحدث و نتقبل قصص الجن بوصفهم في
 ثقافتنا عالماً قائماً, أما الطفل لايعرف المستحيل. 


رسالة أحدث رسالة أقدم

1 تعليق على : “الحكاية الشعبية”

  1. حروف مصبوغة بماء الذهب هنا كانت

    وبرحيق الياسمين هنا فاحت ....
    .
    http://zawag.alnaddy.com/blog/article/266180

    ردحذف

..

سجل إميلك وتوصل بمواضيعنا :

Ads 468x60px

Social Icons

.

.